![]() |
جميل دياربكرلي: تشكيلة الحكومة السورية الجديدة تُخيب آمال السوريين وتُكرس ديكتاتورية جديدة في البلاد - لقاء خاص مع شبكة رووداو الإعلامية |
رووداو ديجيتال - السويد 2 أبريل / نيسان 2025
أثار تشكيل الحكومة السورية الجديدة (29 اذار 2025)، ردود فعلٍ متنوعة، وكان موضع استياء لدى مختلف القوميات والديانات والمذاهب والطوائف في سوريا، من الكورد والدروز والمسيحيين والعلويين وغيرهم. كما أن المسيحيين، بوصفهم مكوناً دينياً أصيلاً في ذلك البلد، غير راضين عن طريقة تشكيل هذه الحكومة، وطبيعتها.
بخصوص هذا الموضوع، تحدث المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل دياربكرلي، لشبكة رووداو الإعلامية قائلاً: "لم أستغرب من التشكيلة الحكومة التي أُعلنت في العاصمة السورية دمشق، قبل أيام، إلا أنني أستطيع أن أقول إنها شكلت خيبة أمل كبيرة لدى الكثير من السوريين الذين كانوا ينتظرون ويتطلعون لأن تكون الحكومة الأولى بعد سقوط نظام الأسد، حكومة تعكس تطلعاتهم وطموحاتهم".
واستدرك أنها "جاءت مخيّبة للآمال. اليأس بكل الجوانب والأشكال، لذا، بالنسبة لي، أرى أن هذه الحكومة ليست سوى حلقة في مسلسل ممارسات السلطة الحالية، في التفرد بالسُّلطة والاتجاه نحو تشكيل ديكتاتورية جديدة في البلاد".
ضمت تشكيلة الحكومة السورية الجديدة 23 وزيراً، من بينهم أربعة وزراء من مكونات مختلفة، في حين أن تلك المكونات لا تعتبر هؤلاء الوزراء ممثلين لها ضمن تلك الحكومة.
لكنْ أُسوةً بالكورد والدروز والعلويين، يعبّر مسيحيو سوريا أيضاً عن استيائهم من طبيعة هذه الحكومة، ويطالبون بأن تمثل الحكومة جميع القوميات والديانات والمذاهب والمكونات، لتكون حكومة جميع السوريين، كما عبَّر عن ذلك، المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، في حديثه لرووداو.
وأضاف جميل دياربكرلي "مع الأسف، يبدو أن السلطة الحالية لا تزال أسيرة عقلية الميليشيات، ولم تتحول حتى هذه اللحظة لتكون عقلية إدارةَ دولةٍ، لذا نحن نجد أن هذه الممارسات التي تنتهجها حكومة الشرع، لن تقود البلاد إلا إلى المزيد من الأزمات العميقة بين المكونات في سوريا".
وحذّر من أنه "في حال تعنُّت السلطة واستفرادها أكثر فأكثر، فسنصل إلى طرق مسدودة لا تُحمَد عُقباها في البلاد، وسوريا غنية عن هذه المشكلات العميقة، خصوصاً في هذه الأيام التي هي بحاجة إلى تكتاف أبنائها وصولاً إلى نهضة سورية حقيقية بعد سنوات وسنوات من الدمار والخراب والقتل والدماء".
وفقاً لما صدر عن (منظمة مساعدة الكنيسة المحتاجة) الخيرية، انخفض عدد المسيحيين في سوريا من مليون و500 ألف شخص قبل عام 2011، إلى حوالي 300 ألف شخص في عام 2022، أي من 10% إلى 2% من إجمالي سكان سوريا.
وسابقاً، صرح جميل دياربكرلي، المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، لرووداو، أنه لا يوجد الآن أكثر من 400 ألف مسيحي في جميع أنحاء سوريا.