الانتقادات: التغييرات
التي طرأت على المناهج الدراسية في سوريا لا تقتصر على إزالة صور وبشار الأسد من
الكتب المدرسية والفصول الدراسية..
تقول آيسون يازجي، الصحفية (Aysun Yazici / Journalist): "ليست مفاجأة رغبة السلطة الجديدة في إزالة الصور والمعلومات التي تمجد الديكتاتور السابق بعد سقوط نظامه". لكن العديد من السوريين يعبرون عن قلقهم إزاء تدابير أخرى تتخذ في المدارس، مثل تعديل المناهج الدراسية في مواد مثل التاريخ والعلوم.
يقول جميل دياربكرلي، المدير التنفيذي لمنظمة "المرصد الآشوري
لحقوق الإنسان"، لـ "تي في 2": "لقد تحولت فرحتنا إلى قلق
بشأن مستقبل البلاد".
أعلن وزير التربية السوري في الأول
من يناير 2025 عن التغييرات التي ستطرأ على المناهج الدراسية.
ووفقًا للإعلان، سيتم حذف أي محتوى
"يُمجّد" النظام السوري السابق وقادته ورموزه وحزب البعث الذي حكم سوريا
منذ عام 1963.
ولكن التغييرات المقترحة لا تتوقف
عند هذا الحد. فقد أصدرت الوزارة توجيهات بضرورة إجراء تعديلات على مواد مثل التاريخ
والدين والعلوم الطبيعية.
فمثلاً، تم تغيير عبارة "طريق
الخير" إلى "الطريق الإسلامي". وتم إعادة تعريف كلمة
"شهيد" من شخص مات من أجل وطنه إلى شخص ضحى بنفسه "في سبيل الله".
وتظهر القائمة حذف بعض الفصول
بالكامل، بما في ذلك فصل عن "أصل الحياة وتطورها".
أجندة إسلامية
يرى البعض أن هذه التغييرات هي
محاولة لفرض أجندة إسلامية على المدارس، الأمر الذي أثار انتقادات من قبل أولياء
الأمور والمعلمين وجماعات حقوق الإنسان.
ومن بين المنتقدين جميل دياربكرلي
الذي قال: "من المنطقي تمامًا إزالة بشار الأسد من المناهج الدراسية كما هي
الآن، ولكن لماذا إجراء تغييرات في مواد مثل العلوم وتاريخ البلاد؟". وأضاف: "تمثل هذه
التغييرات خرقًا واضحًا للتراث السوري المتنوع، وبالتالي تهدد مستقبل التعايش
السلمي في سوريا".
وبعد تلقيها انتقادات شديدة للخطة، صرحت وزارة التربية أن المناهج
الدراسية ستبقى "غير متغيرة" بشكل كبير، على الأقل حتى يتم تشكيل لجان
متخصصة لمراجعتها ودراستها.
وقال وزير التربية، نزار القادري،
في بيان: "لقد قمنا فقط بحذف ما يمجّد النظام السابق للأسد، واستبدلنا صور
علم الثورة السورية بصور علم النظام السابق في جميع الكتب المدرسية".
سوريا الحرة
ولكن هذه التصريحات لم توقف
الانتقادات، حيث يخشى الكثيرون أن تكون هذه البداية لتطور لا يرغبون فيه. يقول دياربكرلي
إن السوريين القلقين يتصلون بالمنظمة. وأضاف:
"يشعر الناس بالقلق إزاء مستقبل البلاد. لا نريد أن نرى "أسد"
جديدًا في البلاد. نريد سوريا حرة، وليس دولة إسلامية".
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد الكثيرون التغييرات المقترحة في
مناهج العلوم والتاريخ.
كتب جوشوا لانديس، مدير مركز
دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، على تويتر أن الكتب المدرسية السورية
الجديدة تتحول من تفسير قومي للتاريخ السوري إلى تفسير إسلامي.
وكتب رامي جراح، وهو صحفي سوري
معروف، على تويتر: "تتطلب هذه التغييرات إطارًا عمل جيدًا يضمن تمثيل جميع
أطياف المجتمع السوري في عملية صنع القرار. بدون هذا الشمول، فإن هذه التغييرات
الانفرادية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الانقسام المجتمعي وتقويض مبادئ الحكم
المشترك والوحدة الوطنية".
العودة مائة عام إلى الوراء
نُشرت التغييرات على الصفحة
الرسمية لوزارة التربية على فيسبوك. وفي التعليقات، انتقد الكثيرون هذا القرار.
كتب أحد مستخدمي فيسبوك:
"الحكومة الحالية هي حكومة مؤقتة ليس لديها الحق في إجراء هذه التغييرات في
المناهج الدراسية".
وكتب آخر أن المناهج الدراسية يجب
أن تتغير بما يتماشى مع الدستور الجديد.
وكتب مستخدم ثالث: "بدلاً من
مناقشة الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي، سيتم إعادتنا مائة عام إلى الوراء
بهذه القرارات القديمة".
ويرى دياربكرلي أن الحكومة الجديدة
لا يجب أن تستغل الوضع الهش في سوريا.
وقال: "تمر سوريا بأهم مراحل
تاريخها. كل ما حدث حتى الآن سيكون عبثًا إذا دخلنا الآن مرحلة غير ديمقراطية
جديدة".
العنوان الأصلي :