"الأمم
المتحدة: من الشعارات إلى التطبيق الفعلي لحماية حقوق الأقليات"
نحتفل اليوم 24 تشرين الثاني/ اكتوبر بيوم الأمم المتحدة، ذلك اليوم الذي تجدد فيه الإنسانية عهدها على بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً، عالم تحكمه قيم التسامح والاحترام المتبادل. إن المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، إذ ينضم إلى العالم في الاحتفال بهذا اليوم، يؤكد على أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان.
إن ميثاق الأمم المتحدة وما صدر عنها من مواثيق وشرع دولية وفي
مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قد وضع الأسس لكرامة الإنسان وحرياته
الأساسية. إلا أننا نشهد، للأسف، العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في
مختلف أنحاء العالم. إننا إذ ندعو المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لحماية
المدنيين وتوفير الحماية الدولية للضحايا، فإننا نؤكد على ضرورة تفعيل الآليات
الدولية لحقوق الإنسان وتعزيز دورها في محاسبة مرتكبي الجرائم الدولية.
وفي هذا السياق، فإننا نطالب الأمم المتحدة بالعمل على:
- تعزيز سيادة القانون: من خلال دعم الدول الأعضاء في بناء مؤسسات
قضائية مستقلة وفعالة، وتقديم الدعم التقني والقانوني اللازم لضمان تطبيق القانون
الدولي لحقوق الإنسان.
- مكافحة الإفلات من العقاب: من خلال إجراء تحقيقات شفافة ومحايدة في
جميع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
- توفير الحماية الدولية: لجميع المدنيين المتضررين من النزاعات المسلحة
والكوارث الطبيعية، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم.
- تعزيز التعاون الدولي: بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من أجل
مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والتطرف والاستبداد والفقر والجوع.
- دعم المجتمع المدني: باعتباره شريكاً أساسياً في تعزيز حقوق الإنسان
وحماية الديمقراطية.
نحن نؤمن بأن الأمم المتحدة قادرة على أن تكون القوة الدافعة نحو عالم
أكثر عدلاً ومساواة، ولكن هذا يتطلب منها التحرك الفوري والجاد، والانتقال من
الشعارات إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع.
ختاماً، يدعو المرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميع الأطراف المعنية إلى
العمل معاً من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً، عالم يحترم فيه كرامة الإنسان
وحقوقه.
السويد 24 تشرين الثاني/أكتوبر 2024