|
المرصد الآشوري: السويداء تحت نيران الإبادة والتطهير العرقي والديني |
المرصد الآشوري لحقوق الإنسان - 16 يوليو/تموز 2025
يعرب المرصد الآشوري لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الخطير للأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء، وذلك إثر قيام تشكيلات مسلحة تابعة لميليشيات موالية للسلطات المؤقتة في دمشق، من بينها عناصر مما يُسمى بـ "الجيش السوري" التابعة لوزارة الدفاع، و"الأمن العام" التابع لوزارة الداخلية، بشن هجمات وحشية استهدفت مدنيين أبرياء في عدد من قرى المحافظة، وذلك منذ يوم الإثنين المصادف في 14 يوليو/تموز 2025.
تأتي هذه الانتهاكات المروعة في سياق ممنهج وخطير يهدف إلى إخضاع المكونات المجتمعية الرافضة للهيمنة العسكرية والسياسية المفروضة بالقوة. ويعيد هذا التصعيد إلى الأذهان ما شهدته مناطق أخرى من البلاد في الشهور الماضية، بما في ذلك تفجير كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، والاعتداءات الوحشية في جرمانا وصحنايا، وعمليات القمع الممنهجة التي طالت مدن وبلدات الساحل السوري؛ مما يؤكد أن هذه الأحداث تشكل نمطاً واضحاً من العنف الموجه ضد المدنيين.
يدين المرصد الآشوري لحقوق الإنسان بشدة هذه السياسات التي لا تخدم سوى تعزيز مناخ الانقسام الطائفي وتعميق معاناة السوريين. إن هذه الجرائم في السويداء ترقى لعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي وديني، وتشكل تهديداً وجودياً للمكونات السورية في مرحلة حساسة يفترض أن تكون مكرسة للانتقال نحو نظام ديمقراطي تعددي يضمن المساواة الكاملة وحقوق الإنسان لجميع المواطنين، دون تمييز أو إقصاء.
نعتبر أن استمرار مثل هذه الممارسات الإجرامية في السويداء، أو غيرها من مناطق سوريا، لا يخدم سوى مصلحة الفوضى والعنف، ويقوّض فرص التعايش والمصالحة الوطنية. لذلك، ندعو إلى تدخل دولي عاجل في سوريا، لكون السلطة الحالية غير قادرة على حماية المكونات السورية من هذه الجرائم التي ترقى إلى إبادة جماعية وتطهير عرقي وديني، وتستوجب موقفًا حازمًا وفوريًا من المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية.
يتقدم المرصد الآشوري لحقوق الإنسان بأحر التعازي لأسر الضحايا، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ويدعو إلى فتح تحقيق عاجل ومحايد وشامل، ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الاعتداءات الدموية، وضمان عدم تكرارها في المستقبل.
