يريفان تستعد لاحتضان المؤتمر الآشوري العالمي: خطوة نحو توحيد الصفوف وتعزيز الحقوق

يريفان تستعد لاحتضان المؤتمر الآشوري العالمي: خطوة نحو توحيد الصفوف وتعزيز الحقوق

يريفان تستعد لاستضافة المؤتمر الآشوري العالمي بهدف توحيد الصفوف ومواجهة التحديات تستضيف العاصمة الأرمينية يريفان حدثاً هاماً للشعب الآشوري، حيث سينعقد "المؤتمر الآشوري العالمي" في الفترة ما بين 25 و27 نيسان/أبريل 2025. ويشهد المؤتمر حضوراً واسعاً يضم أكثر من 60 شخصية آشورية بارزة تمثل مختلف أطياف الشعب من جميع أنحاء العالم.

ويهدف هذا المؤتمر إلى جمع شمل المكونات الآشورية المختلفة من منظمات المجتمع المدني والاتحادات والمؤسسات والجمعيات والأكاديميين والمثقفين والتكنوقراط، وذلك في مسعى جاد لتوحيد الجهود وتنسيقها لخدمة قضايا الشعب الآشوري بمختلف تسمياته.

تسعى اللجنة التحضيرية للمؤتمر لتحقيق عدة أهداف رئيسية تتضمن العمل على دعم وتمكين الإنسان الآشوري في مواجهة تحديات العصر، وإعادة الاعتبار للهوية القومية الآشورية الجامعة والعمل على الاعتراف بها دولياً وإقليمياً ومحلياً، بالإضافة إلى العمل على تثبيت حقوق شعبنا القومية والثقافية والدستورية في أراضيه التاريخية وفي بلاد الانتشار على ضوء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقوانين الدولية ذات الصلة. كما يهدف المؤتمر إلى خلق مناخ مناسب للتضامن والتعاون والتنسيق والتواصل بين المؤسسات الآشورية في كل أنحاء العالم، وتعزيز وترسيخ دور المرأة الآشورية في العمل القومي.

وفي ختام المؤتمر، سيتم اختيار أعضاء جدد لتطعيم اللجنة التحضيرية بهدف تنفيذ ومتابعة أهداف وقرارات المؤتمر، وستناط بها أيضاً مهمة التحضير للمؤتمر القادم. وفي تصريح خاص، أوضح الدكتور جورج ماركوس، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية، أن فكرة عقد مؤتمر آشوري دولي جامع تعود لأكثر من خمس سنوات، حيث تلاقت إرادة العديد من المنظمات والمؤسسات والشخصيات الآشورية لخلق حالة من العمل الجماعي. وأضاف أن الهدف الأساسي هو "إعادة رسم خارطة طريق لتنظيم الجهود وتوحيدها في سبيل تحقيق المطالب والحقوق المشروعة للشعب الآشوري على أراضيه التاريخية وبلدان الانتشار، التي تقرها الشرع والقوانين الدولية أسوة بالشعوب الأخرى، ومنح الشعب الآشوري الحق في العيش بسلام وكرامة على أراضيه التاريخية، وإيصال صوتهم وقضاياهم إلى مراكز صنع القرار الدولية."

وأشار د. ماركوس إلى أن اللجنة التحضيرية ضمت شخصيات مستقلة وممثلين لمؤسسات آشورية من مختلف أنحاء العالم، مؤكداً على أن البعض لم تتوافق آراؤهم مع التوجه العام للجنة، بينما سعى آخرون لتحقيق مصالح شخصية، وهو ما رفضته غالبية الأعضاء الذين يتبنون مقاربة واقعية للقضايا القومية.

من جانبه، أكد جميل دياربكرلي، المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التحضيرية، على أن المؤتمر لا يهدف إلى "تحقيق المستحيل أو بيع الأوهام"، بل يركز على هدف "محدد وواضح: جمع أكبر قدر ممكن من الناشطين القوميين الآشوريين من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد، لخلق مساحة للتعارف وتبادل الخبرات، وتوحيد الرؤى حول قضايا شعبنا."

وشدد دياربكرلي على أن المؤتمر لا يسعى لإنشاء برلمان آشوري أو فرض قيادة موحدة، مؤكداً على الإيمان بأن "الحلول الجذرية تنبع من القاعدة، ومن تضافر جهود جميع أبناء شعبنا." واختتم تصريحه بالتأكيد على أن اللجنة التحضيرية لا علاقة لها بأي مشاريع أو أفكار خارج إطار أهداف المؤتمر المعلنة،.

يبقى أن نشير إلى أن هذا المؤتمر يمثل خطوة هامة نحو تفعيل العمل المشترك بين أبناء الشعب الآشوري في مختلف أنحاء العالم، ويحمل آمالاً كبيرة في تحقيق تقدم ملموس على صعيد الدفاع عن حقوقهم وتعزيز هويتهم القومية.