![]() |
هل الحوار الوطني في سوريا حقيقي أم مجرد مسرحية سياسية؟ |
في حوار خاص مع ولات تيفي، يؤكد جميل دياربكرلي، المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق لا يمثل تطلعات السوريين، بل هو مجرد تجمع لأتباع السلطة. يستعرض المقال الأسباب التي تجعل هذا المؤتمر بعيدًا عن تحقيق حوار وطني حقيقي، إضافة إلى استبعاد الأصوات المعارضة، وانعدام التمثيل العادل للتنوع السوري. فهل يمضي هذا المؤتمر بالبلاد نحو الاستقرار أم إلى مزيد من الفوضى؟
لقراءة المقال كاملاً في موقع ولات تيفي: اضغط هناأكد رئيس المرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي على أن من يقوم على مؤتمر الحوار الوطني في دمشق لا يريد أن يسمع أي صوت غير صوته، كما أن الإعداد له والدعوات الموجهة لم تكن لتمكن المدعوين من المشاركة فيه بهذه السرعة.
وقال دياربكرلي في حوار مع "ولات تيفي" يوم الاثنين 24 شباط 2025 "من ينتقد الإدارة الجديدة يستبعد من الحوار الذي لا يعكس التنوع العرقي والقومي في سوريا، ولذلك فإننا لا ننظر إليه بإيجابية، وهو مثال واضح لما سيتبعه من تصرفات وقرارات وإجراءات ستتخذها الإدارة السياسية في البلاد".
وأشار إلى أن الأسماء والشخصيات الممثلة وطريقة إدارة اللجنة والحوارات وسير الأمور، إلى جانب طريقة الإعداد لا يوحي كل ذلك لوجود أي حوار وطني".
ونوه بأن ما يحدث في دمشق لا يمثل تطلعات السوريين، وأن نتائجه لا يعول عليها.
وحذر من أنه في حال أديرت الأمور كما تدار الآن، واستمرت الإدارة الجديدة على ما هي عليه فسوف تفشل وتقود البلاد إلى مزيد من التدهور والدمار والخراب.
المؤتمر الوطني السوري لا يضم الأطراف الوطنية في أجنداته
مع انطلاق أعمال المؤتمر الوطني وبدأ فعالياته، تباينت ردود الأفعال من الأطراف السورية تجاهه، وقد شبه رئيس المرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي المؤتمر بالاحتفالات والأعراس الوطنية التي كانت تقام في زمن النظام السابق.وقال: "لا ندري إذا كان بإمكاننا أن نسميه مؤتمراً وطنياً أم لا، لأننا لم نتلق أي دعوة، ولو تلقينا الدعوة فكنا سنرفض المشاركة فيما يسمى بالحوار الوطني، لأن من يقوم عليه لا يريد أن يسمع أي صوت غير صوته، كما أن الإعداد له والدعوات الموجهة لم تكن لتمكننا من المشاركة فيه بهذه السرعة.
موقف الأطراف السورية من مؤتمر الحوار الوطني
بسبب توقيته المفاجئ وتسارع الأحداث فيه، إلى جانب تهميش واستبعاد الكثير من الأطراف الفاعلة للمشاركة فيه، أعربت التيارات السياسية وغالبية المكونات السورية عن رفضها القاطع لهذا المؤتمر ونتائجه، وقد أكد دياربكرلي موقفه بالمثل السوري القائل: "المكتوب مبين من عنوانه".وأضاف: "خلال الأشهر الماضية كنا نبحث في ضرورة إمهال الإدارة الجديدة ومنحها الوقت لتتمكن من أداء المهمة الموكلة إليها، لكن بدأت الأمور تتكشف وتتوضح أكثر، لأن الأسماء والشخصيات الممثلة وطريقة إدارة اللجنة والحوارات وسير الأمور إلى جانب الإعداد لما يسمى بالحوار الوطني لا يوحي كل ذلك لوجود أي حوار وطني".
وتابع: "كأنهم يفعلون شيئاً في الخفاء أو يرتكبون جريمة ما، ويحاولون تمريقها على السوريين بسرعة، فهل من الممكن دعوة الناس لهكذا مؤتمر يضع الأسس لمرحلة جديدة للبلاد خلال 24 ساعة؟
ونوه بأن ما يحدث في دمشق لا يمثل تطلعات السوريين، وأن نتائجه لا يعول عليها.
إلى أين يمضي مؤتمر الحوار الوطني؟
أوضح دياربكرلي أن أفعال القائمين على المؤتمر تثير التساؤل فيما إذا كانوا يريدون الحوار بين الأطراف السورية بالأساس.وقال: "الحوار القائم الآن هو ما بين السلطة ومن يدورون في فلكها، وهم لا يريدون أن يستمعوا لصوت آخر غير صوتهم، وهناك استبعاد حقيقي لكل أطراف الشعب السوري، عدا المنضوون تحت راية الإدارة السياسية الجديدة بعد أن غيرت مسمياتها السابقة".
وأضاف: "من ينتقد الإدارة الجديدة يستبعد من الحوار الذي لا يعكس التنوع العرقي والقومي في سوريا، ولذلك فإننا لا ننظر إلى هذا المؤتمر بإيجابية، وهو مثال واضح لما سيتبعه من تصرفات وقرارات وإجراءات ستتخذها الإدارة السياسية في البلاد".
وتابع: "في حال أديرت الأمور كما تدار الآن في مؤتمر الخوار الوطني لا الحوار الوطني، واستمرا على ما هم عليه فسوف يفشلون ويقودون البلد إلى مزيد من التدهور والدمار والخراب".
الموقف الدولي من المؤتمر
أوضح دياربكرلي أن المؤتمر يدعو لسخرية السوريين، فكيف سينظر إليه العالم الغربي والمجتمع الدولي؟وقال: "يستحيل على أي شخص مبتدأ في الشؤون السياسية والمجتمع المدني أن يرضى بتنظيم هكذا مؤتمر، كما أن المجتمع الدولي ينظر بحذر لما يحدث في سوريا، ولم يعط الثقة الكاملة للسلطة الجديدة حتى اللحظة، بناء على خلفيتها السابقة إلى جانب الانتظار لمعرفة كيف سيقوم هؤلاء بإدارة البلاد".
وأضاف: "الحضور الإعلامي شيء وما يدور في الكواليس الدولية شيء آخر، فحتى النظام البائد وقبيل سقوطه كان يستقبل في المحافل الدولية وكانت الدول منفتحة على نظامه ثم سقط، ولذلك فإن الغرب ليس مطمئناً لما يحصل في سوريا".