الغذاء يربط بين الثقافات: الاحتفال بالتنوع على مائدة واحدة
كلمة الأستاذ جميل دياربكرلي المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان في إحتفالية يوم الأغذية العالمي التي رعاها المرصد في مدينة نورشوبينغ السويدية بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2024
أيها الحضور الكريم،
السيدات والسادة،
قبل أن أبدأ كلمتي
دعوني اتشارك معكم ببعض الاحصائيات:
* 733 مليون شخص
حول العالم يعانون من الجوع، وفقًا لأحدث تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
(الفاو). هذا يعني بشكل مبسط أن شخصًا واحدًا من كل تسعة أشخاص يذهب إلى النوم جائعًا
كل ليلة."
* أكثر من 800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية،
مما يؤثر على صحتهم ونموهم، وخاصة الأطفال.
* ثلث الأغذية المنتجة في العالم تضيع أو تفسد، مما
يمثل هدرًا كبيرًا للموارد.
* تغير المناخ يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص،
خاصة في المناطق الأكثر ضعفًا.
* النزاعات والصراعات هي من أكبر الأسباب التي تؤدي
إلى انعدام الأمن الغذائي.
تجمعنا اليوم مناسبة
قد تكون جديدة على مسامعكم بعض الشيء الا وهي يوم الأغذية العالمي، مناسبة نحتفل فيها
بحق أساسي من حقوق الإنسان، حق كل فرد في أن يعيش حياة كريمة خالية من الجوع والفقر.
ولكن، بينما نجتمع على موائد عامرة، هناك ملايين يعانون من الجوع والعطش في أنحاء العالم.
لقد اعتدنا سماع
مقولة "لا يموت أحد جوعاً في هذا العالم"، ولكن الحقيقة المؤلمة تختلف تماماً.
فبدلاً من الجوع، يموت الكثيرون بسبب الحروب والنزاعات، بسبب الجشع والاستغلال، وبسبب
الظلم والتهميش. فهل من المنطق أن نموت جوعاً في عالم يفيض بالخيرات؟
إن هذه المقولة البائسة تغطي على حقيقة مأساوية، وهي أن الجوع ليس مجرد نقص في الغذاء، بل هو نتيجة لفشل سياسي واقتصادي واجتماعي. إنه نتيجة لحروب تفتك بالأراضي الزراعية، وتدمر البنية التحتية، وتشرد الملايين. إنه نتيجة لسياسات اقتصادية تركز على الربح على حساب الإنسان، وتترك الملايين يعانون من الفقر المدقع.
ولكن، هل يعني ذلك أننا عاجزون عن تغيير هذا الواقع؟ بالتأكيد لا! فكل واحد منا يستطيع أن يساهم في بناء عالم أكثر عدلاً ومساواة، عالم يخلو من الجوع والفقر.
ماذا يمكننا أن نفعل؟
التوعية: علينا أن ننشر الوعي حول حقيقة الجوع في العالم، وأن نكشف عن الأسباب التي تؤدي إليه.
الدعم: يمكننا دعم المنظمات التي تعمل في مجال مكافحة الجوع، والتبرع بالمال أو المواد الغذائية.
التغيير: يمكننا تغيير عاداتنا الاستهلاكية، وتقليل الهدر الغذائي، ودعم الزراعة المستدامة.
الضغط: يمكننا الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الجوع.
إن المائدة، أيها الأحبة، ليست مجرد مكان لتناول الطعام، بل هي رمز للوحدة والتضامن. فكل ثقافة لها أطباقها التقليدية التي تعكس تاريخها وتراثها. وعندما نجتمع حول مائدة واحدة، نتشارك ليس فقط الطعام، بل نتشارك القيم والتقاليد والخبرات.
إن تنوع تراثنا الغذائي هو ثروة يجب علينا الحفاظ عليه، وهو جسر يربط بين الشعوب والثقافات. فمن خلال تبادل الأطعمة والوصفات، يمكننا أن نبني جسوراً من التفاهم والاحترام المتبادل.
ختامًا، أدعوكم جميعًا
باسم المرصد الآشوري لحقوق الإنسان إلى أن نعمل معًا من أجل بناء عالم أكثر عدلاً،
عالم يحترم حقوق الإنسان، عالم يخلو من الجوع والفقر.
شكرًا لاستماعكم.